الرئيس بايدن يؤكد امكانية تكرار التجربة الافغانية في اليمن والكونغرس يبدأ الخطوة الأولى !
النبأ اليمني ـ متابعات
أفصحت ادارة الرئيس الامريكي جو بايدن عن امكانية تكرار الولايات المتحدة التجربة الافغانية في اليمن لوقف الحرب وتداعيات الأزمة الانسانية التي تهدد 30 مليون إنسان بالموت جوعا، عبر وقف الدعم الأمريكي للتحالف العسكري الذي تقوده المملكة العربية السعودية في اليمن.
وقالت صحيفة “ذا سترينجر الأمريكية ” Thes Stranger”: إن الرئيس جو بايدين وفي مسعى للدفاع عن قراره في أفغانستان ألمّح إلى تكرار التجربة بإيقاف مساعدة السعودية في حربها في اليمن قائلاً: لا يمكننا الاستمرار في تكرار خطأ مضاعفة حرب أهلية في بلد أجنبي”.
وأفادت بأنه: على الرغم من هذه اللهجة القوية والتزامه في فبراير 2021، بإنهاء “كل الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية” في الحرب على اليمن ، يواصل التحالف الذي تقوده السعودية قصف البلاد بلا هوادة، بينما يستمر الجنود الأمريكيون ووزارة الدفاع في صيانة تلك الطائرات”.
مشيرة إلى انه “مع وجودنا أو تدخلنا في ذلك عدنا إلى بيع أسلحة بلاك هوكس للرياض.” ولفتت الصحيفة الى إن “قرار الأمم المتحدة 2216 الذي تم اتخاذه عام 2015، بشأن اليمن عفا عليه الزمن”، وأن “الخبراء يؤكدون على أن الحوثيين انتصروا في الحرب بشكل واضح”.
الصحيفة الامريكية قالت: إن “إدارة بايدن تبدو غير راغبة في إنهاء الدعم الأمريكي لهذه الحرب المستمرة منذ أعوام، لذلك يجب على الكونغرس أن يتصرف ، أو تستمر الولايات المتحدة التواطؤ في أسوأ أزمة إنسانية في العالم والتي قد تؤدي إلى وفاة 400 ألف طفل يمني هذا العام”.
مضيفة: تم الطلب من عضو الكونجرس السيناتور آدم سميث، هذا الأسبوع بالمشاركة في تعديل قانون تفويض الدفاع الوطني، يشرع وقف تقديم الدعم اللوجستي أو المعلوماتي واستخباراتية أو أسلحة أو موظفين متعاقدين أمريكيين لمساعدة السعودية في حصارها الجوي والبحري ضد اليمن”.
وتابعت: “لا يمكن للطائرات السعودية أن تقلع بدون دعم أمريكي، والتي لا يتم استخدامها في قصف اليمن فحسب بل يستخدم في فرض حصار ساهم في تدمير شامل للاقتصاد”. مؤكدة أنه “يجب أن يتوقف كل الدعم الأمريكي للسعوديين، بما في ذلك من المتعاونين، ورفع الحصار أيضاً”.
مشيرة إلى أن السيناتور آدم سميث يتمتع بنفوذ كبير على المفاوضات بشأن الحزمة التوسعية، وبصفته رئيساً للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب “لذا ان أراد يمكنه دعم التعديل ، والالتزام بإبقائه في قانون تفويض الدفاع الوطني (NDAA) ثم بعد ذلك يمكننا جميعاً المضي قدماً في حياتنا”.
وقالت: لا ينبغي أن يكون ذلك صعباً، فسميث شارك في تمرير تعديل مماثل في عام 2019، وكافح بشدة من أجل حظر لمدة عام واحد على مبيعات الأسلحة للسعوديين ، عندما هدد ترامب برمي مشروع القانون من النافذة إلى الخارج إذا تضمن أي شيء سيثير غضب السعودية”.
مضيفة في تقريرها قائلة: أن مكتب السيناتور سميث ذكر نقلا عن كالات إغاثة قولها إن بعض السفن ممن تحمل إمدادات إنسانية تمكنت من تجاوز الحصار، إلا أن هذه المساعدات الإنسانية لا تكفي لإطعام بلد يتراوح عدد سكانه 30 مليون نسمة”. حسب تأكيدها.
التقرير اشار إلى أن “وزارة الخارجية الأمريكية وحلفاءها أصروا على وقف إطلاق النار قبل رفع أي حصار سعودي”. في اشارة إلى المبادرة السعودية الاخيرة للسلام في اليمن واصرار الحوثيين على رفع الحصار عن مطار صنعاء وميناء عدن ثم وقف شامل لإطلاق النار وبدء المفاوضات.
ورأت الصحيفة أن “السعوديين ركزوا على استصدار قرار من مجلس الأمن رقم 2216 العام 2015، لاجبار حركة انصار الله (الحوثيين) على التخلي عن أسلحتهم ومكاسبهم الإقليمية، غير ان التحالف استغل ذلك القرار لفرض الحصار مقابل وقف اطلاق النار.
مشيرة إلى ان “المطلوب هو التفاوض على الاثنين بشكل منفصل”. حد تعبيرها. وقالت: “ومع علمنا أن هذه المفاوضات ستستغرق سنوات وبعضها لا تنجح..لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو هل نحن على استعداد لانتظار هذه المفاوضات حتى تنجح؟”.
مضيفة: “بالرغم من تعيين أربعة مبعوثين للأمم المتحدة الى اليمن الا ان الحلول منعدمة وهو موقف غير مقبول في بلد يعاني من المجاعة”. وأشارت إلى أن نشر الجوع يتخذ سلاحا في الحرب التي يقودها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية.
وتابعت: إن “التحالف يركز على نشر المجاعة في اليمن لإحداث ضغوط اقتصادية تقود لثورة ضد أنصار الله، لكن النتائج بدت عكسية مع مرور سبعة اعوام، بل ان هذا التكتيك عزز ادراك اليمنيين بأن السعودية وراء مشاكل الاقتصاد وهذا عزز سيطرة صنعاء (الحوثيين)”.
صحيفة “ذا سترينجر الأمريكية” Thes Stranger ختمت تقريرها بالقول: إن القضاء على قدرة السعودية على فرض حصارها من خلال رفض صيانة طائراتها وتقديم الدعم اللوجستي سيساعد في إنهاء هذه الكارثة التي من صنع الإنسان”.
وأضافت: إن السيناتور آدم سميث كان أعلن انه على استعداد لتوقيع اسمه على إجراء مشابه عندما كانت لديه قوة أقل لدفعه من خلاله”. مردفة: “سنرى في الأيام المقبلة ما إذا كان لا يزال ملتزما على الرغم من الرسائل المختلطة من بايدن”.
يأتي هذا عقب ايام على انهاء حركة “طالبان” الاحد، تحركاتها التي بدأتها في مايو الماضي وسيطرتها على 33 ولاية في افغانستان والعاصمة كابول، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من إنسحاب القوات الأمريكية، المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس الجاري.
وبعد 20 عاما على طردها من السلطة إثر الغزو الأميركي لأفغانستان؛ دخلت قوات حركة طالبان الأحد العاصمة كابول، وهروب الرئيس الافغاني إلى طاجكستان، وسيطرت الحركة على العاصمة دون اشتباكات او مواجهات تذكر مع الجيش الافغاني.
جاءت سيطرة الحركة، خلال أقل من 10 أيام، على أفغانستان كلها تقريبا، ودخولها العاصمة كابول، رغم مئات المليارات من الدولارات التي أنفقتها الولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، خلال نحو 20 عاما، “لبناء قوات فغانية”.
يشار إلى أن سياسيين ومراقبين اتفقوا في ضرورة استيعاب درس افغانستان وانسحاب القوات الامريكية وسيطرة حركة طالبان على حكم البلاد، وأن “المجتمع الدولي مضطر في نهاية الامر إلى التعاطي مع الواقع والقوى الفاعلة على ارضه” في اشارة إلى الشرعية والحوثيين والانتقالي الجنوبي.