تفاصيل مخطط خطير تكشفه الشرعية لـ”جناح عفاش” وتحذر مؤتمر صنعاء من كمين محكم
النبأ اليمني ـ متابعات
علقت الشرعية اليمنية، على خطاب طارق عفاش، في اجتماع المكتب السياسي التابع لقواته بمدينة المخا، بأن مضامينه تؤكد التمرد على الشرعية وتعلن تدشين مخططه الانقلابي لاسقاط الشرعية والحوثيين بالشراكة مع “المجلس الانتقالي الجنوبي”، كاشفة مضامين الخطة ومحذرة قيادات ومنتسبي المؤتمر الشعبي في العاصمة صنعاء من كمين محكم نصب لهم.
وكشفت مصادر سياسية في الشرعية، أن “قيادات جناح الرئيس السابق علي صالح عفاش، استطاعات اقناع قيادة التحالف، بشقيها السعودي والاماراتي، والدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الامن، بتجديد الثقة في نظام عفاش وتمكينه من تسلم الزمام سياسيا وعسكريا، في مقابل تعهده بحسم الحرب بما يحفظ مصالح دول التحالف والدول الخمس.
موضحة أن “طارق دشن خطة جرى اعدادها لإعادة النظام السابق إلى حكم شمال اليمن في مقابل تمكين هذا النظام المجلس الانتقالي الجنوبي من حكم جنوب اليمن، تحت مسمى “الادارة الذاتية للجنوب، على طريق فرض انفصال الجنوب بدولة تابعة للامارات وفي خدمة اجندة اطماعها غير الخافية، بسواحل اليمن وموانئه وجزره الاستراتيجية”.
وذكرت المصادر أن “طارق وكما جاء في خطابه من تلميحات، يراهن على قواعد المؤتمر الشعبي في الداخل، وبخاصة في العاصمة صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرة الحوثيين، وتحشيدهم في مواجهة مع الحوثيين، والانقضاض على مؤسسات الدولة، تكرر سيناريو دعوات عمه علي صالح عفاش، للانتفاضة على الحوثيين مطلع ديسمبر 2017م”.
لكن المصادر السياسية في الشرعية، حذرت في الوقت نفسه قيادات المؤتمر الشعبي العام وقواعده في الداخل، من أن “خطة اعادة نظام عفاش، مكشوفة لدى الحوثيين، وجرى تسريبها لهم عبر جهاز استخبارات احدى دول الخليج”. منبهة من “مغبة الانجرار وراء دعوات وتوجهات طارق عفاش، وخوض مغامرة غير محسوبة العواقب، يذهبون ضحيتها”.
وكشفت أن “سلطات جماعة الحوثي على علم بأدق التفاصيل الخاصة بعمليات التواصل والتحركات التي تقدم عليها قيادات مؤتمرية في الداخل ومن يتبعها ضمن مخططات الامارات والسعودية للادوار المرسومة للمؤتمر الشعبي العام في الداخل خلال المرحلة الراهنة، على الصعيدين السياسي والعسكري، وحسم الحرب المتواصلة للعام السابع مع الحوثيين”.
مشيرة إلى أن “الحوثيين رصدوا زيارة الامين العام للمؤتمر الشعبي في الداخل غازي الاحول، إلى الامارات وتفاصيل لقائه مع احمد علي عفاش، عقب مغادرته صنعاء بزعم السفر للعلاج في الاردن، وما تم الاتفاق عليه بالتنسيق مع التحالف، ولم يتخذوا ضده اي اجراء لدى عودته إلى صنعاء، بانتظار الخطوة الاولى من جانب الطرف الاخر”.
وأفادت المصادر أن “جميع التحركات والاتصالات المباشرة وغير المباشرة بين قيادات جناح عفاش في المؤتمر الشعبي العام بالداخل مع اجنحة ابوظبي والرياض ومصر، مرصودة جميعها من سلطات واجهزة الحوثيين الذين يظهر أنهم يرجئون التعامل معها بهدف إقامة الحجة على هذا الجناح المتستر تحت غطاء الشراكة معهم في مواجهة التحالف بقيادة السعودية والامارات”.
كاشفة عن “رصد الحوثيين تحركات ولقاءات، ومحاولات اغراء بعض المشايخ باموال ضخمة، واستقطاب وتنشيط لمجاميع شبابية ونسائية، ومحاولات زرع عناصر في اجهزة حساسة، وتنشيط شبكات شراء اسلحة وعملة، وغيرها من التحركات المرصودة والموثقة، للتعامل معها فور ان تقرر الظهور على السطح، والمساس باستباب سلطاتهم واستقرار مناطقهم”.
ولفتت المصادر السياسية في الشرعية، إلى أن “اجهزة الامن التابعة للحوثيين سبق أن كشفت وضبطت عددا من الخلايا النائمة الممولة من جناح عفاش الموالي للامارات بقيادة احمد علي، وقد أدلت بمعلومات وكشفت الغطاء عن شخصيات وقيادات مؤتمرية عدة في الداخل، لم يعلن عنها ضمن اعترافات الخلايا، لضبط هذه العناصر العفاشية متلبسة بالجرم المشهود”.
ساخرة مما سمته “محاولات بعث الموتى وإعادة نظام عائلي فاسد ومستبد ومرتهن للوصاية الخارجية، شبع موتا بعدما اطاح به الشعب بثورة حرة؛ عبر شراء الذمم والتغرير بمجاميع من العوام الذين لا يعلمون بعد حقيقة هذا النظام ونهبه ثروات البلاد وافقاره اليمن واستبداده بالشعب بشعارات زائفة وخطابات تدغدغ العواطف وتستنزف شماعات التنصل من جرائمها”.
ونوهت بأن “الحوثيين استولوا على مؤسسات الدولة ومئات الآلاف من الوثائق الورقية والفلمية والصوتية الناجية من الاتلاف، تدين نظام عفاش البائد بجرائم جسيمة بحق اليمن والشعب اليمني ومكوناته كافة طوال 33 عاما، وجميعها كفيلة باعتبار التعاطف معه عارا، ولم تنشر للعامة حتى الان، لاعتبارات المرحلة وأولوياتها، وحاجة الحوثيين للمؤتمر في الداخل”.
يأتي هذا عقب تحركات سياسية وعسكرية لافتة من طارق عفاش، وإعلانه رسميا التحالف مع ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي” التابع ايضا للامارات، وتوحيد المعركة ضد الشرعية اليمنية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة، التي يلتقي طارق والانتقالي في التمرد عليها، والسيطرة على محافظات شبوة، وتعز، ومأرب، ثم صنعاء ومحافظات ومناطق سيطرة الحوثيين.
جاء الاعلان خلال اجتماع لما يسمى “المكتب السياسي للمقاومة الوطنية” عقده طارق عفاش الخميس في مدينة المخا، التي يتخذها مقرا لقيادة قواته الممولة من الإمارات، ودعا فيه توأمه في الولاء لأبوظبي “المجلس الانتقالي الجنوبي” إلى ما سماه “”رسم شيء جديد للمستقبل يخدم كل يمني سواءً في الجنوب أو في الشمال”. في اشارة إلى حملة “المؤتمرمستقبلوطن”.
مضيفا: إن “المقاومة الوطنية (التي يقودها في الساحل الغربي) هي امتداد لكل جمهوري وكل وطني وكل سبتمبري حر وتتويج لنضال الشهيدين، الزعيم علي عبدالله صالح والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي العام عارف الزوكا وليست محصورة في 2 ديسمبر” انتفاضة عفاش الفاشلة على الحوثيين، شركائه في الانقلاب، والتي انتهت خلال يومين بمصرعه.
ونقلت وسائل الإعلام التابعة لطارق عفاش، حديثه عما سماه “الحاجة لتوجيه كل الطاقات إلى تشكيل مقاومة حقيقية تستطيع أن تواجه المشروع الإيراني في اليمن”. مضيفا: “نسعى إلى أن نكون جزءا فاعلا ورئيسيا في الشرعية الممثلة للجمهورية”. وأردف: “مددنا أيدينا لكل المقاومات الموجودة في الساحة سواء في الساحل الغربي أو غيرها”. حسب تعبيره.
قدم طارق عفاش، نفسه في خطابه الذي القاه باجتماع مكتبه السياسي، الخميس، ممثلا لجناح عفاش في المؤتمر الشعبي داخل اليمن واجنحته في الخارج، بكل من ابوظبي والرياض ومصر. وقائدا لتوحيد المعركة سياسيا وعسكريا، بدعوته القوى السياسية الفاعلة في الساحة اليمنية من احزاب ومقاومات شعبية، إلى الانخراط في مكتبه السياسي وتحت قيادته.
وقال: “نتحرك في كل الاتجاهات مع كل القوى السياسية الموجودة الفاعلة في الساحة اليمنية من أحزاب أو تنظيمات أو قوى مقاومة شعبية سواء كانت في مارب في شبوة في الضالع في الساحل في تعز في كل مكان”. حسب تعبيره. في اشارة إلى مهامه الرئيسية في المرحلة المقبلة، الساعية لبسط نفوذه في المناطق المحررة خارج الساحل الغربي.
في سياق دعوته “المجلس الانتقالي” للشراكة في المعركة ضد الشرعية والحوثيين؛ أكد طارق عفاش المخطط المرسوم من الامارات، لإعادة نظام عفاش إلى حكم شمال البلاد، مقابل تمكين هذا النظام “المجلس الانتقالي الجنوبي” من حكم جنوب البلاد تحت ما يسمى “الادارة الذاتية” على طريق فرض انفصال الجنوب بدولة تابعة لأبوظبي واجندة اطماعها.
وقال طارق عفاش في خطابه باجتماع مكتبه السياسي في المخا، الخميس: “لا ننكر تضحيات اخوتنا المقاومة الجنوبية أو حاليا المجلس الانتقالي في قتال الحوثي، ونمد أيدينا لتطوير هذا العمل في تكوين شيء صلب يستطيع مواجهة هذا المشروع من أجل استعادة عاصمتنا”. ما اعتبره مراقبون “اشارة ضمنية إلى استعادة اسرة عفاش، حكم شمال البلاد”.
يتزامن خطاب طارق، مع انتعاشة وتحركات كثيفة، تشهدها أجنحة عفاش في المؤتمر الشعبي بما فيها مؤتمر صنعاء، اثر فتح خط مباشر مع المملكة العربية السعودية، لتنسيق ترتيبات تنفيذ الخطة المعلنة في وقت سابق من السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وتأكيده حل الجيش الوطني ورهان المملكة على جناح عفاش في المؤتمر الشعبي العام.
وفقا لمصادر محلية فقد “لوحظت تحركات لافتة، لقيادات المؤتمر الشعبي على مستوى المجموعات والمراكز والدوائر التنظيمية وفروع المديريات والمحافظات. تمثلت في نشوط الاجتماعات واللقاءات البينية على مستوى الاحياء والحارات تحت واجهة تعزيز الصمود ضد العدوان (التحالف العربي والشرعية) والدعوة للحوار واستئناف مفاوضات إحلال السلام في اليمن”.
موضحة أن “هذه التحركات النشطة لقيادات المؤتمر والاجتماعات واللقاءات البينية، شملت تنشيط قطاعي الشباب والمرأة، في التذكير بعهد حكم عفاش وانتظام صرف المرتبات، ضمن تهيئة المواطنيين وتأجيج مشاعرهم ضد سلطات الحوثيين، استعدادا للحظة الانقضاض على مؤسسات ومرافق الدولة” وهو ما ألمح اليه طارق في اجتماع مكتبه السياسي، الخميس.
المصادر المحلية نوهت بأن “التحركات المؤتمرية في الداخل، تسير باتجاه تفعيل النقاط العشر لما سمي اتفاق المرحلة بين اجنحة المؤتمر الشعبي في صنعاء وابوظبي والرياض ومصر، والمتضمن محددات رئيسة لخطة اسقاط الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة وكذا اسقاط الحوثيين، وعودة نظام عفاش للسلطة والسيطرة على الزمام سياسيا واقتصاديا وعسكريا”.