عادت الأوضاع في العراق لتشتعل مجدداً، يوم الأربعاء، على إثر عقد جلسة جديدة للبرلمان العراقي، بعد هدوء استمر لأيام وسط إجراء مشددة.
الأوضاع في العراق تشتعل
وذكرت وسائل إعلام عراقية أن متظاهرين عراقيين في ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد، بدأوا بمحاولات عبور جسر الجمهورية باتجاه المنطقة الخضراء.
وأفادت ذات المصادر أن اشتباكات وقعت بين قوات حفظ النظام العراقي وأنصار التيار الصدري في ساحة التحرير، لافتةً إلى أن الاشتباكات جرت برمي الحجارة بين الطرفين.
كما شهدت ساحة التحرير وسط بغداد، انتشاراً أمنياً مكثفاً عند جسر الجمهورية، مع تواجد جمع من المتظاهرين هناك.
ومنذ يوم أمس الثلاثاء، أحكمت السلطات الأمنية إغلاق الطرق الحيوية والرئيسية في العاصمة بغداد، ضمن خطة أمنية مشددة معر قرب جلسة مقررة للبرلمان العراقي، في وقت تدور فيه الأنباء عن خروج تظاهرة متزامنة لأتباع التيار الصدري في منطقة التحرير التي أحكمت طرق الوصول إليها.
ودخلت الخطة الأمنية الخاصة بتأمين تظاهرات محتملة وجلسة البرلمان حيز التنفيذ، منذ ليلة أمس، وشملت إغلاق جسور الجمهورية، السنك، جسر مدينة الطب وملعب الشعب، بالإضافة تقييد الخروج والدخول في مدينة الصدر العراقية.
وجرى تقسيم العاصمة بغداد إلى ثلاثة قواطع، حيث خرجت أكثر من 70 بالمائة من الطرق والجسور عن الخدمة، بالإضافة إلى إحكام إغلاق المنطقة الخضراء بالكامل، بالإضافة إلى المداخل الرئيسية إلى العاصمة.
أزمة مستمرة
يشهد العراق انسداداً سياسياً منذ الانتخابات التشريعية في أكتوبر 2021، مع عجز التيارات السياسية الكبرى عن الاتفاق على اسم رئيس الوزراء المقبل وطريقة تعيينه.
وانعقد البرلمان آخر مرة في 23 يوليو، وبعد أيام قليلة من ذلك، اقتحم أنصار الصدر مجلس النواب قبل أن يعتصموا لمدة شهر في حدائقه.
وبلغ التوتر ذروته أواخر أغسطس عندما وقعت اشتباكات بين مناصري الصدر وعناصر من الجيش العراقي وميليشيا الحشد الشعبي الموالي لإيران.
وأعلن مجلس النواب في بيان مقتضب الإثنين الفائت عن عقد جلسة للتصويت على استقالة محتملة لرئيسه محمد الحلبوسي وانتخاب نائب أول له.
مبادرة للحل
وتفيد مصادر عراقية أن هناك ترقب الأوضاع في العراق، من أجل استئناف الحراك السياسي، بشأن تشكيل الحكومة الجديدة، على وقع الخلاف بين قوى الإطار التنسيقي الموالي لإيران، وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، فيما يستعد وفد رفيع المستوى للتوجه إلى النجف للقاء الأخير، حاملاً معه مبادرة جديدة لحل أزمة العراق السياسية.
وشهدت الفترة الماضية، هدوءً سياسيا في العراق بسبب انشغال تلك الأطراف بذكرى “أربعينية الحسين”، لكن قوى الإطار التنسيقي، أعلنت عزمها عقد جلسة لمجلس النواب، في مسعى لجس نبض مقتدى الصدر، زعيم التيار الصدري، الرافض لأي جلسة.
وأوضحت المصادر أن المبادرة الجديدة، ستضمن مطالب الصدر، وهي حل البرلمان والانتخابات المبكرة، مع إمكانية تشكيل حكومة بمواصفات مقبولة لإدارة تلك الانتخابات.
يذكر أنّ القوى السنية والكردية لا تعارض أي مرشح شيعي يحظى بإجماع الإطار التنسيقي والتيار الصدري.