أخبار اليمن

عدن: انهيار تاريخي للريال اليمني ومراقبون يتساءلون عن مصير الوديعة السعودية التي استلمها البنك مؤخّراً

النبأ اليمني ـ متابعات

تواصل العملة المحلية في عدن والمحافظات المحررة التهاوي أمام مثيلاتها الأجنبية، في مؤشّر على فشل الحكومة المشكلة حديثا في معالجة الملف الاقتصادي، وإيقاف تدهور قيمة الريال، والعجز عن السيطرة على السوق المصرفية من قِبل مركزي عدن، الذي سمح لمحال الصرافة في المعاودة الجزئية للعمل المصرفي، بعد أيام من إغلاقها دون جدوى.

ووصل سعر الدولار الأمريكي في تداولات -الأحد- بعدن، إلى 832 بيعاً و826 للشراء، في حين بلغ سعر البيع للريال السعودي 222 ريالاً يمنياً و217 شراءً، مع تفاوت السعر بين صراف وآخر.

وارتفعت عمولة التحويل إلى مناطق سيطرة الحوثيين إلى 35%، حيث شهدت قيمة العملة المحلية تعافياً نسبياً في السوق المصرفية في صنعاء عمّا كانت عليه الأيام الماضية، لتبلغ 591 ريالاً للدولار الأمريكي، و156 للريال السعودي، وسط استمرار مركزي صنعاء في سياساته النقدية التي أسهمت في منع التلاعب بالعملة والحفاظ على استقرارها.

إلى ذلك، عاودت محال وشركات الصرافة في عدن وعدد من المحافظات الخاضعة للتحالف والأطراف المتحالفة معه -منذ صباح أمس الأحد- ممارسة أعمالها المصرفية بشكل جزئي، وفق توجيهات البنك المركزي وجمعية الصرافين.

وأفاد صيارفة بأن توجيهات البنك قضت بفتح المحال والمنشآت المصرفية وشبكات التحويل بدوام جزئي يبدأ الساعة الثامنة صباحاً وينتهي الساعة السادسة مساء، يتم خلالها صرف كافة الحوالات والرواتب، مع الامتناع عن بيع وشراء العملات الأجنبية.

وفي حين يستمر نزيف العملة المحلية وانحداراتها في عدن، يواصل البنك المركزي تكرار الإجراءات التي سبق وأن فشل في احتواء تردّي قيمة الريال، مقابل ما تُبديه الحكومة الجديدة من صمت مُطبِق وعجز تام تجاه الملف الاقتصادي الذي يُهدد انهياره بسحق عشرات الآلاف من الأُسر في المحافظات المحررة.

وكان خبراء اقتصاد عبّروا عن سُخريتهم من تكرار مركزي عدن الإجراءات الفاشلة ذاتها وعجزه عن التحكم بالسوق المصرفية، وخيبة أملهم في الحكومة، متسائلين عن مصير الدفعة الأخيرة من الوديعة السعودية التي استلمها البنك مؤخّراً، وكان يُفترض أن تكون سنداً للريال في محنته، حسب تعبيرهم، وإن كان قد ابتلعها الفساد كسابقاتها؟!

مُحذِّرين من أن استمرار الانهيارات الاقتصادية ستُسهم في اقتلاع الحكومة ومِن ورائها التحالف، حين ينفجر الغضب الشعبي وينفد صبر الملايين من الجياع.