لماذا لم تستغل الولايات المتحدة الفرصة وتعوض السعودية في سوق النفط؟
لماذا : رغم تسبب الهجمات على منشأتين نفطيتين في السعودية بخفض إنتاجها بمقدار النصف، يبدو أن منتجي النفط الأمريكيين غير مستعدين ولا راغبين بسد الفراغ وانتزاع حصة جديدة في السوق العالمية.
سمح ازدهار التنقيب عن النفط الصخري بزيادة الإنتاج الأمريكي بأكثر من الضعف ليصل إلى نحو 12 مليون برميل في اليوم خلال العقد الماضي.
لكن لماذا لا تستغل واشنطن الفرصة للتعويض عن النقص المفاجئ، في وقت تتعافى السعودية من الهجمات، التي توقف على إثرها إنتاج نحو خمسة بالمئة من الإمدادات العالمية؟
كتب جيس ميرسر من شركة “إنفيروس” للمعلومات المرتبطة بالطاقة في مدونة أن الاحتفاظ بالقدرات الاحتياطية لحالات كهذه “يعني امتلاك حقول نفط موجودة أصلا لا يتم استغلالها عمدا إلى أن تحتاج السوق إلى إنتاجها”.
وأوضح أن زيادة الإنتاج ستعني إنفاق المزيد على منصات الحفر والبنى التحتية. وأكد أنه “لا يمكن القيام بأي من هذا بين ليلة وضحاها”.
من جهته قال رئيس مجموعة “شيفرون” الأمريكية مايك ويرث في مقابلة مع شبكة “سي إن بي سي” إنه “لا يمكن الضغط على زر ورؤية مزيد من النفط يتدفق إلى السوق. تستغرق إقامة منصّات جديدة أشهرا لإتمامها”.
فيما يؤكد هارولد هام من شركة “كونتينانتال ريسورسز” لإنتاج النفط في أوكلاهوما أن الخلل الذي طرأ على إنتاج النفط السعودي ليس إلا حدثا طارئا.
وقال لشبكة “سي إن بي سي” الأمريكية:”نريد تلبية الطلب بكل تأكيد، لكن حدوث خلل أو حالات نقص قصيرة الأمد لن يغيّر ميزانية الشركة السنوية”. وأضاف “سنبقي الوضع على حاله في الوقت الراهن”.
و قال آر تي ديوكس من “وود ماكنزي” للبحوث والخدمات الاستشارية للشبكة إن التوقعات بشأن الطلب لا تبدو متفائلة وسط مخاوف من أن يتسبب ضعف الاقتصاد بفائض بالإمدادات العام المقبل.
وأوضح أن ذلك لا يتغير بفعل “حادث قصير الأمد”، مضيفا أن أي زيادة سريعة في الاستثمار “تحتاج لأسعار نفط مستدامة وأعلى بكثير مما هو الحال عليه الآن”.
يذكر أن أسعار النفط قفزت الاثنين بنحو 20% بعدما أدى هجوم على منشآت “أرامكو” إلى تقليص إنتاج السعودية النفطي بأكثر من النصف، بواقع 5.7 مليون برميل يوميا، لكن الأسعار عادت للانخفاض الثلاثاء والأربعاء بعد التطمينات السعودية.