أخبار اليمن

“الإكونومست”: أمراء الحرب في لبنان هم المتسبب الحقيقي في كارثة انفجار مرفأ بيروت

“الإكونومست”: أمراء الحرب في لبنان هم المتسبب الحقيقي في كارثة انفجار مرفأ بيروت

النبأ اليمني ـ متابعات

شبهت مجلة ”الإكونومست“ البريطانية الانفجار الهائل في مرفأ بيروت بكارثة مفاعل ”تشيرنوبل“ النووي في أوكرانيا عام 1986، واعتبرت أن المتسبب الحقيقي للانفجار هو أمراء الحرب الذين سرقوا لبنان وحولوه إلى دولة فاسدة.

ورأت المجلة في تقرير نشرته الخميس أن الانفجار، الذي أدى إلى مقتل 135 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 5000، كان نتيجة الفساد المتوطن في الإدارات اللبنانية وعدم الكفاءة والإهمال، معربة عن اعتقادها بأن آثار الكارثة ستمتد أبعد بكثير من الانفجار.

وتطرقت المجلة، في تقريرها الذي اطلعت عليه ”إرم نيوز“، إلى الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي يشهدها لبنان قائلة إن سببها الأساسي هو أمراء الحرب الذين حكموا البلد خلال الحرب الأهلية التي استمرت لأكثر من 15 سنة وانتهت رسميا عام 1990، مشيرة إلى أن هؤلاء ”أفلتوا من المحاسبة والعقاب رغم ارتكابهم مجازر خلال الحرب“.

وقالت إن أمراء الحرب ”قاموا ببساطة بعد انتهاء الحرب باستبدال ملابس الميليشيات العسكرية بثياب مدنية وربطة عنق وسيطروا على ما تبقى من نظام هش في لبنان ثم بدأوا في استنزاف موارده بشكل كامل متمتعين بالحماية والحصانة طوال العقود الماضية“.

ورأت أن فساد وطمع أمراء الحرب أديا إلى إغراق لبنان في أزمات اقتصادية ومالية باستمرار، في الوقت الذي سعوا فيه إلى نشر الطائفية في المؤسسات العامة، وهو ما أثار في النهاية احتجاجات شعبية واسعة ومطالب برحيل الجميع، ”الكل يعني الكل“.

ولفتت المجلة إلى تصريحات المدير العام لميناء بيروت حسن قريطم ومدير إدارة الجمارك بدري ضاهر التي أكدا فيها بعد الانفجار أنهما حذرا السلطات بشأن تخزين مواد قابلة للانفجار في المرفأ وطالبا باستمرار بإزالة تلك المواد.

وأشارت إلى أن السلطات اللبنانية ألقت باللوم على مسؤولي المنياء وقررت وضعهم قيد الإقامة الجبرية، مضيفة: ”ها هم الآن يعودون إلى لعبة كبش الفداء التقليدية في لبنان، في الوقت الذي يبدو فيه أمراء الحرب مستعدين لإلقاء اللوم على أي شخص باستثنائهم هم“.

وقات المجلة في تقريرها: ”برزت في اليومين الماضيين مطالبات على مواقع التواصل الاجتماعي تقول: علقوا المشانق… وهذه العبارة قد تثير غضب أمراء الحرب الفاسدين وتساؤلاتهم عما إذا كانت حصانتهم ستخضع لاختبار حقيقي هذه المرة“.

ولفتت المجلة إلى أن انفجار تشيرنوبيل لم يكن مجرد كارثة في مفاعل نووي بالاتحاد السوفييتي، بل ”نتاج عقود طويلة من الغرور والجهل والفساد المتوطن والاستبداد والإهمال والفشل السياسي، وهذه جميعها تراكمت لوضع نهاية لتلك الدولة“.

وختمت قائلة: ”صحيح أن المسؤولين السوفييت الذين تمت إدانتهم والحكم عليهم كانوا مذنبين، فإنهم لم يكونوا المجرمين الحقيقيين… ومثل كارثة تشيرنوبل فإن مأساة بيروت هي في الحقيقة قصة أمراء حرب تقاسموا لبنان وحكموه بغرور واستبداد وعدم كفاءة ومن دون أي مبالاة أو اكتراث للمعاناة الأنسانية مستمرين في نهب المواطنين المساكين لفترة طويلة… وللأسف فإنه مثلما حدث بعد كارثة تشيرنوبيل فإنه يبدو من المؤكد أن أمراء الحرب الفاسدين في لبنان لن يتحملوا مسؤولية كارثة بيروت، وقد لا يضطرون أبدا لمواجهة العدالة بسبب الجرائم التي ارتكبوها“.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق