أخبار اليمنالأخبار الدوليةالأخبار العربية

لماذا تأخرت السعودية في تهنئة بايدن بخلاف الدول الخليجية؟

النبأ اليمني | متابعات

في مؤشر قد يعكس عدم رضى السعودية وقيادتها عن فوز الرئيس الأمريكي المنتخب، جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020، لم تهنئ المملكة بعدُ مرشح الحزب الديمقراطي، عكس دول الخليج العربي والعواصم العربية والعالمية.

ويُظهر تأخر السعودية في تهنئة بايدن حتى كتابة هذه السطور، مدى حالة الصدمة التي أصابت القيادة السعودية من انتهاء حكم حليفها وصديق ولي العهد محمد بن سلمان، الرئيس دونالد ترامب.

وخلال عام 2016، سارعت السعودية إلى تهنئة ترامب بفوزه بالانتخابات في صباح اليوم الثاني، في حين لم يصدر عنها حتى الآن أي تصريح أو تهنئة للرئيس المنتخب بايدن، رغم مرور أكثر من 12 ساعة على تأكيد فوزه.

وقدَّمت السعودية برقية تهنئة لرئيس تنزانيا جون بومبي جوزيف ماقوفولي، بمناسبة إعادة انتخابه رئيساً لبلاده، وهو ما يعكس تعمُّد التجاهل السعودي للرئيس الأمريكي المنتخب.

وأعلنت وسائل إعلام أمريكية فوز بايدن بالسباق إلى البيت الأبيض، على حساب الرئيس الحالي الجمهوري ترامب، الذي رفض الاعتراف بالهزيمة، حسبما أكدت حملته الانتخابية.

وقالت قنوات أمريكية، إن بايدن رفع أصواته بالمجمع الانتخابي إلى 290، بعد فوزه بولايتي بنسلفانيا ونيفادا المتأرجحتين.

دول الخليج العربي التي هنأت بايدن، كانت كلاً من قطر، وسلطنة عُمان، والكويت، والإمارات، والبحرين، حيث أرسل زعماؤها برقيات تهنئة إلى الرئيس المنتخب.

وفي موقع “تويتر” أظهر السعوديون غضبهم من فوز بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، حيث تصدَّر وسم (هاشتاغ) “ولي العهد” التداول في المملكة.

الصحفي السعودي عبد الله البندر أعاد نشر تصريحات سابقة، للأمير بندر بن سلطان السفير السعودي الأسبق في واشنطن والرئيس الأسبق للاستخبارات بالمملكة.

وقال بن سلطان في تلك التصريحات: “كل رئيس أمريكي جاء، من وقت روزفلت إلى اليوم، تعامل مع السعودية باحترام وبصداقة، ولكن كل مرشح قال كلاماً أثناء الترشيح يُعتبر وممكن أنه يؤخذ على أنه ضد المملكة، بعد الانتخابات ثبت لهم أن المملكة دولة ثابتة صديقة صدوقة”.

وفي تصريحه الذي ظهر فيه غاضباً، أضاف بن سلطان: “يعتقدون أن الجهات التي يمكن أن تنبسط من الكلام هذا وهذه الجهات هي من تخسر في التحليل النهائي، ليش؟ لأنه بعدما يصل المرشح إلى البيت الأبيض يكتشف أن السعودية دولة صديقة صدوقة”.

وتابع قائلاً: “كام ليكتشف أن المملكة دولة تعمل في سبيل الخير ما هو في سبيل الشر ودولة معتدلة وكلمتها صادقة، إذا وعدنا وفَّينا وإذا قلنا لأ يعني لأ، محنا مثل غيرنا يقول نعم ولأ في الوقت نفسه”.

مساعد رئيس التحرير صحيفة “عكاظ”، المقرب من الديوان الملكي السعودي، عبد الله آل هتيلة، أعاد التغريد بتصريح سابق أدلى به بن سلمان لشبكة “بلومبيرغ” عام 2018، بأن العلاقة بين الرياض واشنطن تحقق أمن واستقرار الشرق الأوسط.

القاضي السعودي ياسر البلوي غرد بتصريح بن سلمان خلال لقائه الشبكة نفسه، قال فيه: إنه “لا فضل ولا منَّة لأي دولة في استقرار وأمن ورخاء المملكة”.

الصحفي السعودي فهد الثبيتي غرد عبر وسم “ولي العهد”، بكلمات تدلل على حزنه على هزيمة ترامب، من خلال قوله: إن “السعودية لا تهتم كثيراً ولا تضع حساباً مسبقاً، لأن قوتها مستمدة من توفيق الله”.

بايدن والسعودية
ويُرجع البعض تأخُّر السعودية في إرسال برقية تهنئة لبايدن، إلى موقف هذا الرجل من المملكة، حيث كشف قبل فوزه أنه سيعمل في حال أصبح رئيساً للولايات المتحدة، على تغيير سياسة بلاده مع السعودية.

وتعهد الرئيس المنتخب، بتقييم علاقات بلاده بالسعودية، في إطار تعليقه على جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول قبل عامين.

وشدد بايدن على أن اغتيال خاشقجي “لن يذهب سدىً”، وتعهد بتقييم علاقات بلاده بالسعودية في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية.

كما سيسعى بايدن وفق تصريحاته، إلى إنهاء الدعم الأمريكي لحرب الرياض في اليمن، مؤكداً أولوية التزام الولايات المتحدة بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان حتى مع أقرب الشركاء الأمنيين.

كما تعهد بالدفاع عن حق النشطاء والمعارضين السياسيين والصحفيين حول العالم في التعبير عن آرائهم بِحرية ودون خوف من الاضطهاد والعنف، ومن ضمنها السعودية التي ينشط نواب أمريكيون في انتقاد حرية الرأي والتعبير، والدفاع عن سجناء الرأي فيها.

المحلل السياسي الأمريكي إيشان ثارور، أكد في مقال له نُشر بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، الأربعاء (14 أكتوبر)، أن بايدن تعهد في حال فوزه بالانتخابات، بإعادة تقييم العلاقات الأمريكية مع السعودية.

وسيصغي بايدن، وفق ثارور، لنداءات الكونغرس بوقف الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها في اليمن.

ويمثل بايدن وترامب، وفق ثارور، مستقبلين متباينين بشكل كبير بالنسبة للنخب السياسية في المنطقة، لا سيما للقيادة بـ”إسرائيل” وبعض الدول العربية الغنية بالنفط التي هللت لترامب عندما انقلب على أحد الإنجازات المهمة لسلفه باراك أوباما، فأبطل مشاركة بلاده في الاتفاق النووي مع إيران وأعاد فرض العقوبات وواصل سياسة الضغوط القصوى على النظام في طهران.

مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية أكدت في تقرير لها، أن عدة عواصم عالمية ظلت تترقب بشغفٍ إعلان الفائز، لكن ما من جهةٍ أكثر قلقاً وترقباً للنتيجة من الرياض وولي عهدها الشاب محمد بن سلمان.

وكان بن سلمان، وفق تقرير المجلة الأمريكية، يتمتع بحصانة في عهد ترامب، بعدما أقنع الرئيسَ الأمريكي بأن “السعودية على استعداد لشراء أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات، ومعارضة إيران، والتواصل مع إسرائيل”.

ومع فوز بايدن، توقعت المجلة أن تنتهي حصانة بن سلمان، إضافة إلى فتح سجل حقوق الإنسان داخل الممكلة وفي اليمن.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق