أخبار اليمنالأخبار المحلية

سيناريوهات مرعبة يترقبها المشهد السياسي اليمني… هل تسعى الشرعية اليمنية نحو الإتفاق مع الحوثيين بعد خيانة التحالف لها؟

النبأ اليمني ـ متابعات

لم يعد مجالا للشك بأن التحولات والسيناريوهات للمشهد السياسي في اليمن بدأت تظهر ملامحه جليا لا سيما بعد وصول عدد من الألوية العسكرية القتالية إلى معسكر ميناء بلحاف النفطي الذي تسيطر عليه القوات الإماراتية في محافظة شبوة جنوب شرق اليمن .

ويبدو أن المشهد سيتخذ منحى جديد في التكتيك الذي تتبعه دول التحالف السعودي الإماراتي في اليمن بهدف الإطاحة بمعاقل الحكومة الشرعية وتسليمها لمن ينوب عن التحالف بالوكالة دون أدنى شك في ذلك .

وفي الوقت الذي ظن فيه البعض من اليمنيين بأن السعودية تسعى لاستعادة المشهد السياسي في اليمن المسلوب منها من قبل شريكتها في التحالف الإمارات إلا أن الأمر لم يأتي وفقا لتلك التوقعات بالقدر الذي تكشفت فيه النوايا السعودية وبالأخص لولي العهد الأمير محمد بن سلمان الذي يسير على نهج المخطط الذي رسمه ولي عهد ابوظبي محمد بن زايد .

مؤشرات المشهد السياسي والعسكري تسير نحو الرؤية ذاتها لا سيما بعد أن انقلبت السعودية راعية اتفاق الرياض على بنود الاتفاق بين الحكومة الشرعية برئاسة الرئيس اليمني هادي والمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا بعد أن كان من المفترض أن تؤدي حكومة المناصفة اليمين الدستورية في العاصمة المؤقتة عدن .

وبالرغم من إعلان السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر بأن الحكومة برئاسة معين عبدالملك تستعد للعودة لعدن لأداء اليمين خلال إسبوع غداة تشكيلها كان على النقيض تماما الترتيبات تجري لأداء اليمين الدستورية للحكومة أمام الرئيس هادي في العاصمة السعودية الرياض وهذا ما حصل بالفعل .

وبهذا الانقلاب الواضح للسعودية على بنود اتفاق رعته هي يتضح بأن التكتيك الذي سيتبعه التحالف وفقا لرغبات بن زايد لن تختلف إلا في الأسلوب لكنها لن تتغير في الغاية والهدف الرامي للسيطرة على موانئ اليمن ومنابع ثروته وجزره وهم يتبعون سياسة العصا والجزرة مع الحكومة الشرعية التي فقدت كل مؤهلات الشرعية وهذا ما يجب علينا الإقرار به ولا داعي لمزيد من المكابرة أو التمني .

السؤال الأهم والأبرز في المرحلة الراهنة بعد أن استنفدت الشرعية كل حيل الانبطاح والصبر على السواء أمام تحالف غدر بها ومازال ماضي في سياسة التهامها رويدا وريدا .. هل تملك الجراءة والشجاعة لمواجهة ذلك الغدر بالبحث عن شركاء آخرين وإعلان انتهاء تحالف السعودية والإمارات في اليمن ؟

لم تنعدم الحيل حتى الآن وملاعب السياسة مفتوحة الأفق إن امتلكت الشرعية الإرادة والعزيمة لا سيما ولديها ورقة رابحة تمثل ضربة مؤلمة للتحالف إن سعت نحو الاتفاق مع الحوثيين من منظور أن التحالف ماض في سياسة التقسيم والانفصال للوطن وعدم المكابرة في ذلك .

وتصريحات نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك واضحة فيما يخص الوحدة اليمنية وتحذيراته للحكومة المشكلة بعد الاتجاه نحو هذا الموضوع .

في ذات السياق يأتي في الجهة المقابلة الحوثيين وهم يكسبون كل يوم شعبية واضحة من خلال موقفهم الصريح والمعلن في مجابهة التحالف وعدم الانحناء له أو الانبطاح في حين تخسر الشرعية كل يوم شعبيتها الجماهيرية وتنهار سمعتها حتى بين مقاتليها الذين باتت لهم صنعاء قبلة النجاة من عربدة التحالف بهم .

فالمخطط الرامي إليه التحالف لم يعد مخفيا على من يملك مهارة القراءة لما بين السطور في السير نحو تسليم اليمن لمن يعملون لصالح التحالف السعودي الإماراتي بالوكالة من خلال تمكين قوات طارق من السيطرة على شبوة قبل المضي في استكمال تدمير القوات الحكومية لا سيما قوات الجيش الوطني في مأرب وإنهاء ملف الاخوان قبل الشروع في تفاصيل البحث عن كيفية السبل للسير نحو العاصمة صنعاء .

لكن الرهان على أحصنة عرجاء لن يجدي بعد أن تحول اليوم الحوثيين لقوة جماهيرية وعسكرية ضاربة لا يستهان بها وتمتلك من الخيارات ما يمكنها من السير لأبعد مما يتوقعه حتى التحالف نفسه والأيام كفيلة بإثبات ذلك .

وسيتضح المشهد أكثر بعد أن دفعت الإمارات بموافقة سعودية بقوات حراس الجمهورية لمحافظة شبوة وتحديد لمعسكر ميناء بلحاف كمقدمة واضحة لإلتهام المحافظة النفطية وتجريد حكومة الرئيس هادي من أي صلاحيات فيها فهل اتضح لهم حجم المخطط أم تظل تلك القيادات مسلوبة الإرادة وهي تسير باليمن بأعين عمياء نحو المجهول .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق