إسرائيل تغلق منطقة الصيد البحري في غزة بالكامل وفلسطينيون يعدون الخطوة “عقابا جماعيا”
النبأ اليمني ـ متابعات
يعقد المجلس الوزراي المصغر للشؤون السياسية والأمنية في إسرائيل جلسة طارئة لمناقشة التطورات الأمنية في قطاع غزة على خلفية ما أعلن عنه الجيش الإسرائيلي من إطلاق خمس قذائف صاروخية من غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية ليل أمس، بحسب مهند توتونجي، مراسل بي بي سي في القدس.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد ردت بإغلاق منطقة الصيد قبالة قطاع غزة المحاصر بالفعل، ومنع سفن الصيد من الخروج إلى البحر.
وقالت وحدة “كوغات”، وهي وحدة عسكرية تدير الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية بما في ذلك الضفة الغربية المحتلة، إن منطقة الصيد قبالة غزة “ستُغلق بالكامل حتى إشعار آخر”.
وأضافت في بيان أن هذه الخطوة جاءت “على ضوء مواصلة إطلاق القذائف الصاروخية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل ليلا”.
ولم تذكر وحدة “كوغات” الجهة المسؤولة، لكنها قالت إنها ستحمّل حركة حماس التي تسيطر على غزة “مسؤولية كل ما يحدث في قطاع غزة ومنه تجاه إسرائيل”.
وأضافت أن حماس “ستتحمل تداعيات أعمال العنف المرتكبة ضد مواطني” إسرائيل.
وكانت 36 قذيفة صاروخية قد أُطلقت قبل ثلاثة أيام من القطاع احتجاجا على التطورات الأمنية في القدس.
ووصف زكريا بكر، منسق اتحاد صيادي الأسماك في غزة، لوكالة فرانس برس يوم الاثنين الإجراء الإسرائيلي بأنه “عقاب جماعي لـ 50 ألف شخص يكسبون عيشهم من قطاع الصيد في غزة”.
ونددت حماس بالخطوة الإسرائيلية ووصفتها بأنها “انتهاك صارخ” لحقوق الصيادين وشكل من أشكال “العدوان المستمر” على سكان غزة.
وقال متحدث في بيان “لن نقبل اجراءات تقييدية وضغط على الفلسطينيين”، محذرا من أن اسرائيل “ستدفع” ثمن “سلوكها العدواني”.
وكانت إسرائيل، التي فرضت حصارا على غزة لما يزيد على عقد، قد حددت منطقة الصيد في القطاع الساحلي بـ 20 ميلا بحريا في أعقاب اتفاقات أوسلو للسلام في تسعينيات القرن الماضي.
بيد أن إسرائيل، على مدار سنوات، قلصت الحجم اعتمادا على التوترات مع حماس، وفي سبتمبر/أيلول، حددت منطقة الصيد بـ 15 ميلا بحريا بعد اتفاق بين إسرائيل والمسؤولين في غزة.
ويمثل الصيد موردا مهما للعائدات في غزة التي تخضع لحصار بري، وبحري، وجوي تفرضه عليها إسرائيل منذ سيطرة حماس على القطاع عام 2007.
وأطلق مسلحون فلسطينيون في غزة، ليلة السبت، عشرات الصواريخ على جنوبي إسرائيل، بالتزامن مع إعلان الذراع المسلح لحركة حماس – التي تسيطر على القطاع- دعم متظاهرين فلسطينيين في القدس الشرقية، مما دفع إسرائيل لشن ضربات جوية انتقامية استهدفت القطاع الساحلي.
وفي ساعات مبكرة من اليوم الاثنين، قال الجيش الإسرائيلي إن صواريخ أُطلقت من غزة على إسرائيل، وتصدت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية لاثنين من هذه الصواريخ، بينما سقط الاثنان الآخران داخل قطاع غزة، بحسب بيان الجيش.
وفي القدس، سمحت الشرطة الإسرائيلية، مساء الأحد، لفلسطينيين بالتجمع بإحدى الساحات في محيط البلدة القديمة، في خطوة تهدف فيما يبدو إلى التهدئة بعد أيام من التوتر والاشتباكات.
وتعد ساحة باب العامود في القدس الشرقية مقصدا تقليديا للفلسطينيين في شهر رمضان. وأدى قرار السلطات الإسرائيلية منع الفلسطينيين من التجمع بتلك الساحة إلى اندلاع موجة من أعمال العنف في القدس تعد الأسوأ منذ سنوات.
لكن الشرطة الإسرائيلية قررت الأحد إزالة الحواجز أمام جموع فلسطينية محتشدة في الساحة.
وجاء القرار “بعد مشاورات مع قيادات محلية ودينية، وتقييم للموقف، مع الأخذ في الاعتبار حاجة أصحاب المحال التجارية المطلة على الساحة إلى متابعة أعمالهم، فضلا عن محاولة نزع فتيل العنف”، بحسب ما أدلى به متحدث باسم الشرطة الإسرائيلية للوكالة الفرنسية للأنباء.
واحتفل مئات الفلسطينيين في ساحة العامود على مرأى من الشرطة الإسرائيلية، حتى استجدت مناوشات بين عناصرها وشباب فلسطينيين لوّحوا بأعلام فلسطينية وانتهى الأمر إلى اعتقال عدد منهم، لكن بقيت الساحة مفتوحة.
واصطبغت ليالي رمضان منذ قدومه في 13 من أبريل/نيسان الجاري بالاضطرابات. وتشير سلسلة من مقاطع الفيديو عبر الإنترنت إلى اشتباكات بين شباب عرب ويهود متعصبين كاونوا يجوبون الشوارع وهم يرددون هتافات معادية للعرب.
واحتدّ التوتر يوم الخميس عندما زحف متظاهرون ينتمون لليمين الإسرائيلي المتطرف إلى البلدة القديمة مرددين هتافات “الموت للعرب”، وذلك بعد موجة من الهجمات شنها فلسطينيون على يهود في القدس.
وأصيب أكثر من مائة فلسطيني في مصادمات مع الشرطة التي اعتقلت بدورها العشرات خلال الأيام القليلة الماضية.
واعتبرت هذه الموجة من العنف في القدس هي الأسوأ منذ سنوات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين.