أخبار اليمنالأخبار المحلية

قوات «الأمـن» في اليمن .. بين الـ« أداء » الأمني « المبهر» في صنعاء والـ« فوضى » الـ« عارمة » في عــدن !! ما السبب في ذلك ؟! ومن يتحمل المسؤولية التحالف أم الشرعية ؟!

قوات «الأمـن» في اليمن .. بين الـ« أداء » الأمني « المبهر» في صنعاء والـ« فوضى » الـ« عارمة » في عــدن !! ما السبب في ذلك ؟! ومن يتحمل المسؤولية التحالف أم الشرعية ؟!

النبأ اليمني | تقرير

تتوالى الإنجازات الأمنية التي تحققها الأجهزة الأمنية لحكومة صنعاء في ظل ظروف استثنائية وبقدرات وإمكانيات محدودة بالتوازي مع الإخفاق الأمني الكبير والفوضى العارمة التي تشهدها المحافظات المحررة تحديدا المناطق التي تسيطر قوات والتحالف والشرعية في اليمن إذا ما قارناها بالدعم الكبير والامكانيات المتاحة التي تتحصل عليه قوات الامن في مناطق سيطرة الشرعية.

تفصيلا ذكرت وسائل إعلام غربية ودولية أن التحالف نجح في إغراق المحافظات والمناطق التي يسيطر عليها جنوب وشرق اليمن في فوضى أمنية غير مسبوقة، تصل حد الانهيار الكامل، ويبدو من خلال ما يحدث كل يوم من جرائم متعددة الأشكال أن التحالف يكثف جهوده للقضاء على منظومة القيم الأخلاقية التي يتصف بها اليمنيون في تلك المناطق،

من خلال إجبارهم على السكوت عن كل ما يحدث من جرائم يرونها بأعينهم، بدافع الخوف من العقاب، حيث تقمع أدوات التحالف أي صوت حُرٍ يرفض الظلم أو يعترض على الممارسات الإجرامية اليومية، إما بالاختطاف أو الاعتقال والتعذيب وأحياناً تكون التصفية الجسدية ثمناً لموقف مناهض للظلم.

تلك المعلومات أكدتها تقارير دولية بالكشف عن الأهداف المشبوهة للتحالف العربي في اليمن ونجاحه في تحويل مناطق سيطرته إلى بؤر للفوضى والقتل والاختطافات وجرائم الاغتصاب وترويج وبيع المخدرات بأنواعها، وتكشّف تباعاً أن الأهداف الأساسية من وراء ذلك هو قمع المواطنين وجعلهم في حالة رعب دائمة خوفاً من بطش أدوات التحالف المتمثلة في التشكيلات والفصائل التي أنشئت منذ بدء التدخل العسكري في اليمن، والتي حرص التحالف على تمكينها من رقاب الناس وأقواتهم ومصائرهم بتلك الطرق الأكثر توحشاً على الإطلاق، ومنها أيضاً القضاء على فئة الشباب التي تعول عليها المجتمعات كافة في عمليات النهوض والتقدم.

وبالتالي تمكن التحالف من القضاء على فئة الشباب بحرفها عن المسار الذي كان من المفترض أن تكون فيه، إما بالزج بهم في معاركه العبثية البعيدة تماماً عن مصالحهم ومصالح بلادهم، أو بتحويلهم إلى مجموعات مدمنة على تعاطي المخدرات وبالتالي تكثر في أوساطهم الجريمة، وهو ما يحدث فعلاً في المحافظات الجنوبية وفي تعز وغيرها من مناطق سيطرة التحالف والشرعية، ونتيجة للحالة العبثية التي فرضها التحالف وأدواته في تلك المحافظات تمكن من تسيير وتنفيذ أجنداته بالسيطرة على الموانئ والجزر والمواقع الاستراتيجية ونهب الثروات فيما المواطنون منشغلون بمواجهة الانهيار الخدماتي والاقتصادي أو خائفون من الممارسات القمعية والإجرامية التي تمارسها أدوات التحالف ومتنفذوه .

ويصف مراقبون للشأن اليمني ما صنعه التحالف وأدواته المحلية في عدن وتعز وشبوة وأبين وكثير من المناطق الواقعة تحت سيطرته وسيطرة الشرعية بالمشهد المرعب فلا يكاد يمر يوم إلا وتحدث فيه عمليات قتل وتصفيات تحت عناوين مناطقية وانتقامية وجثث ترمى على أرصفة الشوارع لا أحد يعلم من أزهق أرواحها وجرائم قتل علنية لا يجرؤ أحد على ضبط مرتكبيها الذين يتجولون في الشوارع والأماكن العامة بأسلحتهم وكامل حريتهم، وسجون سرية وعلنية تديرها دول التحالف وشركاؤها المحليون في المحافظات الجنوبية والساحل الغربي ويزجون فيها بكل من يقف في وجوههم مناهضاً لممارساتهم وعبثهم، سواء بالرأي أو الموقف، وعصابات تستبيح ما أرادت من أملاك الناس وأرواحهم وعروضهم وهي في مأمن من العقاب أو حتى مجرد الانتقاد حيث لا يجرؤ أحد على ذلك خوفاً من العقوبة أو مصير الضحايا نفسه.

والأنكى من ذلك أن هذا المشهد المرعب في مناطق يطلق عليها المحافظات المحررة وتحكمها الشرعية المعترف بها بأمنها وجيشها ومؤسساتها، لكنها مجرد صفة أطلقها التحالف عليها ليتدخل باسم دعمها واستعادتها لتحقيق أهدافه، وحسب متابعين لا صلاحية مؤسسات الدولة في المناطق المحررة ، بما فيها الأجهزة الأمنية التي لا تستطيع ضبط مجرم أو إنصاف مظلوم بعد تعطيل صلاحياتها وسلبها، فأدوات التحالف والتشكيلات العسكرية التي انشئت بصورة غير قانونية خارج وزارات ومؤسسات الدولة والحكومة الشرعية هي المتحكمة والتحالف يقف خلفها دعماً وتعميقاً لتلك الفوضى العارمة.

في المقابل وفي مناطق سيطرة جماعة الحوثي التي يعتبرون حكمها غير شرعي وقانوني، يرى الجميع مشهداً أمنياً مستقراً وحالة إنسانية ومجتمعية راقية، إذ لا مجال للمقارنة بين الوضع الأمني في صنعاء وبقية مناطق حكم الحوثيين وبين مناطق سيطرة التحالف والشرعية، فالحوثيون تمكنوا من ضبط الأمن حتى وصلت الحالة الأمنية إلى مستويات عالية من الاستقرار رغم الفارق الكبير في الإمكانيات المتاحة والدعم الذي تتحصل عليه قوات امن الشرعية بالدعم المخصص لقوات الأمن في مناطق سيطرة الحوثيين .

وفي غمرة الغضب الشعبي وحالة الغليان الذي يشهدها الشارع اليمني عقب حادثة مقتل المواطن عبدالله الأغبري حاولت أدوات التحالف عبر جيوشها الإلكترونية وناشطيها على مواقع التواصل استغلال جريمة قتل الشاب الأغبري كورقة للمزايدة وإسقاط نموذج الفوضى الأمنية والانهيار التام في مناطقهم على مناطق سيطرة الحوثيين، خصوصاً العاصمة صنعاء، إلا أن محاولاتهم فشلت تماماً واحترقت ورقة رهانهم، فقد قدمت أجهزة الأمن التابعة للحوثيين نموذجاً متقدماً لليقظة والضبط الحاسم، وقدم مواطنو صنعاء أرقى نموذج إنساني في تعاطفهم وتضامنهم مع الضحية المغدورة، تجاوز العاهات المناطقية لتلك الأدوات، فالجميع نصّبوا أنفسهم أولياء دم وآباء وإخوة للضحية الأغبري وفق مصادر اعلام غربية .

في الأثناء ملأت أدوات التحالف المريضة الكون ضجيجاً في البداية عن أن الحوثيين يتسترون على قتلة الأغبري، فأعلنت الأجهزة الأمنية القبض عليهم، واستمر الضجيج بأن شخصيات قبلية وقيادات حوثية تسعى لتهريبهم، فأعلنت الأجهزة الأمنية تسليمهم للقضاء، وحين تواصل الضجيج عن غموض في سير القضية بثت القنوات اعترافات المتهمين، ولا تزل المحاولات مستمرة لعكس صورة مشوّهة عن طريقة سير القضية التي يعتزم القضاء محاكمة مستعجلة للمتهمين فيها حسب ما قدمته الأجهزة الأمنية من قرائن وأدلة واعترافات، ولا يُستبعد إن تمت المحاكمة المستعجلة أن تعتبرها أدوات التحالف مؤامرة وتكتماً على تفاصيل أخرى، مع أن ما يهم الرأي العام الآن وأسرة المجني عليه هو الاقتصاص من المجرمين جزاء بما اقترفته أيديهم، وهو ما سيتم بحسب معطيات القضية ومجرياتها، ويكفي تلك الأدوات فشلاً أن آلاف القضايا المشابهة في مناطق سيطرة التحالف والشرعية لم تصل إلى أي مستوى ضبطي بل تقيد ضد مجهولين رغم معرفة الجميع بمرتكبيها حسب ما أراده وخطط له التحالف..

وفي السياق كتب الصحفي اليمني الشهير فتحي بن لزرق مقالا ساخر وضع فيه مقارنة مثيرة للجدل بين الأداء الأمني المبهر لرجال الأمن في صنعاء والاخفاقات المتكررة لرجال الأمن في عدن وفيما يلي نص مختصر من المقال :
قبل أكثر من شهر تداول نشطاء تسجيلا مرئيا لشخصين يقولان بأنهما محققي شرطة في عدن ..
كان المشهد مفزعا لكل من شاهده يومها لرداءة المظهر والحديث وأمور أخرى كثيرة.
ندب الناس حظهم يومها وبكوا ..
قالوا :” لايعقل ..
قلبوا الصور وتسألوا :” أهذه شرطة ؟
لكن واقع الحال كان يقول هذا هو الواقع.
مشهد كهذا شاهدناه في تعز أيضا أشخاص يقولون أنهم من الشرطة لكن أشكالهم في الحقيقة اقرب إلى أفراد عصابات أو بائعي قات..
في صنعاء بدأ المشهد مختلفا ..
ثمة أداء امني مبهر .
الأجهزة الأمنية وقادة الشرط والضباط الأكفاء وأفراد الجهاز المخابراتي الذين ترونهم مع كل واقعة قتل صادمة في صنعاء يجتهدون ويبهرون الناس بأدائهم .

وهذا الاستقرار الأمني تقوده مؤسسة أمنية عمرها عقود بعكس المؤسسة الأمنية في المحافظات المحررة والتي عمدت الشرعية والتحالف على تسريح كثير من الكفاءات والخبرات الأمنية واستبدالهم بعصابات مسلحة .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق