أخبار اليمنالأخبار الدولية

مُشرِّعون أمريكيون يحذّرون بومبيو من تصنيف الحوثيين ومنظمات إنسانية وحقوقية تعلق على القرار الأمريكي بهذه الطريقة ؟!

النبأ اليمني ـ متابعات

حذَّر مُشرِّعون أمريكيون من قرار وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” بشأن تصنيف جماعة “الحوثيين” منظمة إرهابية، وسط انتقادات واسعة لمنظمات اغاثية وإنسانية ومؤسسات حقوقية وصفت الخطوة بالخطيرة لما لها من تداعيات على الوضع الإنساني في اليمن .

وانتقد المجلس النرويجي للاجئين (NRC) توقيت اعتزام الخارجية الأمريكية تصنيف جماعة الحوثيين ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، نظراً لاعتبارات الانهيار والتردي الإنساني الذي يعانيه اليمن جراء النقص الحاد في حجم المساعدات الإنسانية.

وقال أمين عام المجلس النرويجي “يان ايغلاند”: “نعاني من نقص المساعدات ونحن بالفعل على حافة الانهيار في اليمن، ويمكن للقرار الأمريكي أن يكسر شريان الحياة للملايين”.

وشدّد “ايغلاند” على ضرورة أن تكون الإعفاءات الخاصة بأعمال الإغاثة والإمدادات المدنية واضحة تماماً، في إشارة إلى أن التصنيف قد يترتب عليه كثيراً من المُعوِّقات المقصودة.

من جانبها، عبّرت “هيومن رايتس ووتش” عن انتقادها لخطوات التصنيف، واعتبرت المختصة في الشأن اليمني بالمنظمة “أفراح ناصر” أن التصنيف يزيد الطين بلة، ويُعدُّ هدية فراق من ترامب لحلفائه الخليجيين والذين ثبت تورطهم بانتهاكات جسيمة في اليمن معظمها بأسلحة أمريكية، حد تعبيرها.

وأفادت بأن التصنيف سيكون له تأثير مُدمِّر على الاستجابة الإنسانية في اليمن، وقد تخاطر الولايات المتحدة بالتواطؤ في مئات الآلاف من الوفيات المدنية التي يمكن تجنُّبها.

بدورها، أكدت مؤسسات حقوقية دولية أن تصنيفات الإرهاب الأمريكية ستخلق قيوداً على الدعم المادي، فضلاً عن العوائق التي ستقف أمام الوسطاء الخارجيين المشاركين في مفاوضات السلام بين الحوثيين والأطراف الأخرى، وذلك من خلال عدّ أي مشورة أو دعم من قبل الخبراء جريمةً جنائيةً باعتبارها مُقدَّمة لجماعة مُصنَّفة ضمن قائمة الإرهاب.

وقال حقوقيون إن حديث “بومبيو” عن عزمه على التخطيط لاتخاذ تدابير تكفل تقليص أثر القرار على الأنشطة الإنسانية، قد لا يتحقق وربما يتسبب في مأزق للإدارة الأمريكية القادمة.

وذكرت وسائل إعلام أمريكية أن مُشرِّعين من الحزب الديمقراطي -حزب بايدن- أخطروا وزير الخارجية في إدارة ترامب أن الإقدام على هذه الخطوة قد يقوِّض أعمال الإغاثة الإنسانية، وكذلك الجهود الرامية للتوصل إلى حل سلمي في اليمن.

وتأتي خطوة “بومبيو” في اللحظات الأخيرة من عمر إدارة ترامب، ومن المُتوقَّع أن يُصوِّت الكونغرس في 19 يناير -أي قبل يوم من مغادرة ترامب- للمصادقة أو الرفض على قرار الخارجية بتصنيف الحوثيين.

ويتبقى أمام الكونغرس الأمريكي 7 أيام لمعارضة قرار تصنيف أي جماعة أجنبية ضمن قائمة الإرهاب، ويؤكِّد سياسيون أمريكيون أن إدارة ترامب تعمل على تصعيب الأمور لوجستياً وسياسياً على إدارة الرئيس “بايدن”، الذي يسعى لتخفيف العقوبات على إيران والعودة إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه ترامب.

وتجدر الإشارة إلى أن تصنيف جماعة الحوثيين كمنظمة إرهابية قد يحول دون تعامل المنظمات الأممية والدولية مع السلطات في صنعاء، إضافة إلى عوائق أخرى مُتعلِّقة بتعسُّر التحويلات البنكية للمستفيدين من المشاريع التغذوية وكذا إعاقة عمليات شراء الغذاء والوقود من قِبل المنظمات العاملة في اليمن، وذلك خوفاً من الملاحقة الأمريكية.

وكانت مجموعة الإغاثة الدولية قد حذرت من أن التصنيف سيؤدي إلى تفاقم الوضع السيئ للعمل الإغاثي في اليمن، وسط مستويات صادمة من الجوع وبيئة مُرهقة تعمل فيها الكتل الإغاثية.

وسبق أن أصدرت “هيومن رايتس ووتش” تقريراً قبل شهر حذّرت فيه من أن تصنيف الحوثيين ضمن قائمة المنظمات الإرهابية قد يعرض العاملين في الحقل الإنساني للمساءلة القانونية بموجب العديد من القوانين الفدرالية بما فيها المُتعلِّقة بحظر تمويل الجماعات الإرهابية، في إشارة إلى المساعدات الغذائية التي تصل إلى ميناء الحديدة أو مطار صنعاء الدولي الذي تسيطر عليه جماعة الحوثي، وهو ما قد يُتيح المجال أمام أنصار النظامين (السعودي والإماراتي) لاتهام المنظمات الإنسانية بتمويل جماعة مسلحة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق